طالبت دراسة علمية صدرت مؤخراً، بتسجيل رائحة الكتب القديمة في التراث الثقافي واللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة الـ( يونسكو). وأبرزت الدراسة التي أعدتها صحيفة (Heritage Science) أهمية الحفاظ على هذه الرائحة والاعتراف بها، مؤكدة أن رائحة الكتب، بالنسبة للكثيرين، تحيل مباشرة إلى ذكريات عاشها المرء بفضل كتاب تصفّحه يوماً ما. وقال معدّو الدراسة: " إننا لا نعرف الكثير عن روائح الماضي. ورغم ذلك، تلعب الروائح دوراً مهماً في حياتنا اليومية، حيث أنها تؤثر علينا عاطفياً ونفسياً وجسدياً، وتؤثر على طريقة تعاطينا مع التاريخ". وتسعى الدراسة إلى إثبات العلاقة بين حاسة الشمّ والتراث بثلاث طرق: تحليل نظري لمفهوم الشم، واستكشاف دلائل استخدام الروائح في التراث بوصفها أداة تواصل مع الجمهور، ثم إجراء تقييم تجريبي لتقنيات ومنهجيات تحليل وتوثيق الروائح بشكل يمكّن من الحفاظ عليها. ويتطلب تسجيل روائح الكتب القديمة في التراث الثقافي واللامادي للـ " يونسكو " تلبيتها لشرطين، هما أن تكون هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات حفظ مستعجلة لتأمين نقلها أوإثبات تنوعها في التراث اللامادي، والحاجة إلى زيادة الوعي بأهميتها وضرورة حفظها. ومن أجل تعزيز طلبهم، أحصى معدّو الدراسة - أكثر من 30 شمعة وعطراً وزيتاً التصقت بها روائح الكتب القديمة أو المكتبات .