تعتبر عمر الستة أشهر هو الوقت المثالي للبدء بتقديم الطعام الصلب للطفل، حيث يستطيع الطفل بهذا العمر الجلوس وبلع الطعام الصلب ونقله بواسطة اللسان من الشفة إلى البلعوم، ولا ننسى الشيء الأهم وهو نمو الجهاز الهضمي و تطوره وقدرته على هضم الطعام الصلب، إلا أن دراسة نشرت في مجلة الأطفال الطبية الأميركية وجدت أن أكثر من ثلث الأطفال تناولوا طعاماً صلباً بعمر مبكر، دون أن تدرك الأمهات أن تصرفا كهذا يمكن أن يسبب لهم مشاكل صحية فيما بعد.
وخلصت هذه الدراسة التي أجريت على 1334 أمٍ أن 40% منهن قمن بتقديم الطعام الصلب إلى أطفالهن قبل عمر الأربعة أشهر.
وكشفت الدراسة أيضاً أن الأمهات ذوات المستوى الاجتماعي والتعليمي المتدني أكثر ميلا لإعطاء أطفالهن الطعام الصلب بعمر مبكر. وارتبط إعطاء الطعام الصلب بعمر مبكر للأطفال مع ارتفاع خطر السمنة والسكري لديهم لاحقاً، كما يمكن لمثل هذا السلوك أن يزيد من نسبة حدوث الاكزيما والتحسس.
وتبين أن الأطفال الذين يتغذون على الحليب الاصطناعي قُدم لهم طعاماً صلباً بعمر مبكر بنسبة أكبر من الأطفال الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية.
كثرت الأسباب والدوافع وراء مثل هذا السلوك، لكن تبين أن أكثر الأسباب التي دفعت الأمهات لمثل هذا التصرف هو اعتقادهن بأن عمر الرضيع أصبح مناسبا للطعام الصلب، أما السبب الآخر فكان قناعتهن بأن الطفل لا يشبع من شرب الحليب. أما نصيحة الآخرين فقد كانت هي الدافع لنصف النساء لتقديم الطعام الصلب لأطفالهن.
وفي النهاية لابد من التأكيد على أن الغذاء الأفضل للرضع حتى عمر الستة أشهر هو الرضاعة الطبيعية الصرفة لأنها تزوده بالمواد المغذية اللازمة، بالإضافة لتقوية مناعته، وإمكانية حمايته من الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة.