زعمت دراسة حديثة أن الإجهاد أمر عظيم، يجعلنا أسرع وأقوى وأكثر مرونة، لذا يكون الناس على استعداد لوضع أنفسهم في مواقف العمل المجهدة أو ممارسة الرياضات المتعبة لتحقيق ذاتهم.
ولكن المشكلة تكمن في أن الضغط والتوتر غير المنضبطين يمكن أن يجعلانا غير قادرين على التفكير، وهو شيء مألوف للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يجرون لقاءات في الأماكن العامة، أو الطلاب الجالسين في قاعة الامتحان، وفق «روسيا اليوم».
ومن خلال فهم ما يحدث داخل أجسادنا، يمكننا أن نتعلم السيطرة على الإجهاد واستخدامه لمصلحتنا.
فالشعور بالتوتر، يعد علامة على أن جسمك في وضع طارئ، الأمر الذي يجعلك أكثر يقظة وقدرة على الاستجابة بسرعة وتذكر كل ما تراه، بالإضافة إلى تعزيز السمع والإحساس بشكل عام.
ويتم تشغيل سلسلة معقدة من الهرمونات داخل الجسم، عن طريق إطلاق هرمون يطلق عليه «CRH»، بواسطة جزء صغير من الدماغ يعرف باسم الوطاء.
ويؤدي ذلك إلى زيادة التنفس وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، للمساعدة في ضخ الدم والأكسجين في جميع أنحاء الجسم بشكل أكثر فاعلية.
وفي الوقت نفسه، يقوم الكبد بتفكيك الغليكوجين، وهي مادة تخزين عالية الطاقة تُصنع في الجسم عن طريق جمع جزيئات الغلوكوز (السكر)، وتحطيمها مرة أخرى لإنتاج الغلوكوز الذي تستخدمه أجسادنا للحصول على الطاقة.
ويتم نقل الدم من مناطق أخرى من الجسم لدعم العضلات، والتي تظهر زيادة في القوة والقدرة على التحمل.
وعلى المدى القصير، تسبب التغييرات الفيزيولوجية، بما في ذلك زيادة ضغط الدم ومستويات الغلوكوز العالية في الدم مع انخفاض الشهية، ضررًا بسيطًا للجسم. ولكن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى تثبيط نظام المناعة ومرض السكري والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ومجموعة من الحالات الأخرى.
ويعد التنفس أحد أبسط الأشياء التي يمكنك القيام بها لتخفيف الضغط. ويعكس وجود تقنيات التنفس في التأمل وطرق الاسترخاء الحديثة، أهمية عملية التنفس العميق. ويمكن ملاحظة التأثير المباشر للقيام بذلك، في انخفاض أحد هرمونات التوتر والإجهاد، noradrenaline. كما تبدأ مستويات الكورتيزول، وهو هرمون آخر للإجهاد، بالتراجع.
وتوصل بحث أجراه العلماء في معهد «Howard Hughes» الطبي في جامعة «ستانفورد»، إلى أن هذه التغيرات مرتبطة بمجموعة من الأعصاب في أدمغتنا تسمى «pre-Bötzinger complex»، التي تنظم عملية التنفس. ووجدوا أن التغيرات في التنفس تؤثر بشكل مباشر على مستويات التوتر.
ومن خلال فهم أسباب الإجهاد والتحكم بمستويات التوتر من خلال تقنيات التنفس، يمكننا البدء في تعلم كيفية استخدام الإجهاد لصالحنا، بدلاً عن السماح له بالتحكم بنا.