ارتفعت أسعار النفط العالمية الثلاثاء لتواصل اتجاهها الإيجابي بعد إعلان السعودية وروسيا أمس الاثنين سعيهما لتمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية مارس/آذار 20188، وهو ما أيده منتجون آخرون. وبلغ سعر مزيج برنت القياسي في العقود الآجلة نحو 52.3 دولارا للبرميل بزيادة نحو نصف دولار عن تعاملات أمس، في حين بلغ سعر الخام الأميركي 49.33 دولارا للبرميل مرتفعا نحو نصف دولار أيضا عن الجلسة السابقة. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق اليوم الثلاثاء إن الكويت تدعم اقتراح السعودية وروسيا -وهما أكبر منتجتين للنفط في العالم- لتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى مارس/آذار 20188. وذكر المرزوق في بيان أن “الاتفاق يهدف إلى إعادة التوازن بين العرض والطلب العالميين من خلال إعادة مستوى المخزون النفطي العالمي إلى معدل الخمس سنوات الماضية”. انخفاض المخزونات وأضاف الوزير الكويتي أن هناك “بوادر إيجابية” بدأت تظهر من خلال بيانات أبريل/نيسان ومايو/أيار، وتبين “انخفاضا ملحوظا” في المخزون النفطي العالمي. وقالت وكالة بلومبيرغ اليوم إن حساباتها تشير إلى أن الاتفاق سيؤدي لخفض مخزونات النفط في الدول المتقدمة بنسبة 8% وسيبدد الفائض الذي يثقل كاهل السوق إذا نجحت السعودية وروسيا في إقناع بقية المنتجين بمد أجل التخفيضات خلال الاجتماع الذي ستعقده منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها في 25 مايو/أيار الجاري. وينص الاتفاق الأصلي الذي تشارك فيه أوبك ومنتجون آخرون -أبرزهم روسيا- على خفض إنتاج النفط العالمي بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من عام 2017، وتقترح السعودية وروسيا الإبقاء على هذا التخفيض لتسعة أشهر إضافية. وقد تبين أن الاتفاق الأصلي لم يكن سريع المفعول في تقليل مخزونات النفط في أنحاء العالم، وبالإضافة إلى ذلك فقد تجدد نشاط منتجي النفط الصخري الأميركي بعدما تحسنت الأسعار نسبيا، وهو ما يضغط على السوق أيضا. وأظهرت بيانات حكومية أمس الاثنين أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة قد يرتفع في يونيو/حزيران المقبل للشهر السادس على التوالي، وذلك بمقدار 122 ألف برميل يوميا ليصل المعدل إلى 5.4 ملايين برميل يوميا، وسيكون هذا أعلى معدل منذ مايو/أيار 2015.