حضر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج السبت بأحد فنادق العاصمة طرابلس افتتاح الملتقى الاقتصادي الذي يبحث أسباب وتداعيات الأزمة المالية وسبل علاجها. وألقى السيد الرئيس كلمة اشار فيها الى أن الأزمة الاقتصادية الراهنة هي نتاج تراكمات لسنوات إخفاق عديدة. مؤكدا على ان محاولة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية يجب أن تمر عبر العمل الجماعي للتغلب على التحديات التي تواجه ليبيا، سياسيا وامنيا وعسكريا، عدا ذلك فالحلول مجرد مسكنات. واستعرض السيد الرئيس العوامل التي ساهمت في زيادة حدة الأزمة. وقال في كلمته: إن المجلس الرئاسي لا يتنصل من تحمل مسؤولياته، وأنه حاول إيجاد حلول للأزمة، وعمل بشكل مستمر مع شركاءه لوضع السياسات النقدية في البلاد. وأشار إلى الاجتماعات المكثفة التي عقدت على مدار أشهر مع مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات المالية الرسمية والتجارية والتشريعية والتي أقرت إجراءات خففت من حدة الأزمة لكنها لم تنهي معاناة المواطنين، إلى ان تم التوصل مؤخرا الى تفاهم لدعم الدينار الليبي، ولتحسين تدفق السيولة المالية والإسراع في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. وأوضح السيد الرئيس إلى أن الحل يحتاج الى وقت و التزام الجميع بما أتفق عليه. وجدد السيد الرئيس التأكيد على أن الأزمة الاقتصادية هي نتيجة للأزمة السياسية، والتي لن تحل الا بالحوار وقال ” لن يجري حوارا مثمرا بناءاً في ظل التصعيد العسكري مثل الذي يقع حاليا في الجنوب. لا بد من وقف التصعيد بكافة أشكاله ومصادره إذا أردنا الاستقرار، وانتعاش الاقتصاد وعودة السفارات والشركات والمؤسسات والاستثمارات الأجنبية، وان تستعيد المنظومة المصرفية ثقة التجار والمواطنين ورجال الأعمال وتختفي كل أعراض الأزمة من شح السيول وتراجع سعر الدينار وتردي عدد من الخدمات الأساسية “وفي ختام كلمته قال السيد الرئيس ” إننا لن نفقد الأمل وعلى ثقة من قدرة بلادنا على تجاوز الأزمة الراهنة مراهنين على الحس الوطني لدى الجميع. وألقيت خلال الملتقى كلمات لممثلي المؤسسات المالية والاقتصادية، وفتح المجال لمداخلات من الحضور قبل أن تعقد حلقة نقاش لنخبة من خبراء الاقتصاد المختصين.