انطلقت فعاليات «مهرجان من أجل ليبيا»، السبت، بتنظيم سفارة فرنسا في ليبيا وفي تونس، بالمعهد الفرنسي بتونس، وبالتعاون مع شبكة ليبيا المحلية والغرفة التجارية الليبية ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة والبعثة الأثرية الفرنسية ومتحف اللوفر، ومصلحة التنمية الاقتصادية، للاحتفاء بالفن والإبداع الليبيين وإلقاء الضوء على أعمال المواهب والفنانين الليبيين والتعريف بالتراث والمطبخ الليبيين، وتستمر الفعاليات حتى 12 مارس الجاري.
ويشارك في المهرجان مجموعة كبيرة من المواهب والفنانين الليبيين، منهم الفنانة التشكيلية «نجلاء شوكت الفيتوري» التي قدمت ثلاث لوحات تتناول موضوع المرأة الليبية وإعادة رسم الهوية الليبية، والفنانة ملاك العبار، والفنانة فائزة رمضان، أما في مجال التصوير الفوتوغرافي فيشارك كل من المصور ساسي حريب والمصور طه الجواشي المعروف بصور البورتريه.
في مجال فن الخط تشارك الخطاطة تقوي أبو برنوسة، وفي الرسم تشارك الفنانة هادية قانة المتخصصة في أعمال السراميك بعمل بعنوان «الزردة» وهو عبارة عن تركيب أرضي من السيراميك ومسحوق أنجزته في الأشهر الأولى من الثورة، وتعرض أيضًا «سكارب بيبر» وهو شريط فيديو تم إعداده خلال الفترة ما بين العام 2013-2014.
ويشارك كل من الفنان والكاتب المسرحي «فخري القذافي»، والرسام محمد الأمين بمجموعة «الدار» التي تعكس بداية ونهاية الكون، وعلاء أبودبوس والفنان يوسف فطيس بأعمال تجسد جسم الإنسان مستوحاة من المعاناة والثورة ونظرة ناقدة للظلم والفقر الذين يواجههما الشعب الليبي في الوقت الحالي.
في مجال النحت يشارك النحات الليبي «علي الوكواك» الذي تتميز أعماله بالبساطة وباستعماله للنفايات ومخلفات الحرب.
وتعرض شبكة ليبيا المحلية، التي تعد تجمعًا للصحفيين والناشطين الليبيين المهتمين بالتاريخ والفن والمواطنة ويعملون على نشر هذه الثقافة من خلال مجلات ورقية وأعمال إذاعية، أفلام قصيرة لمخرجين ليبيين.
كما يقدم المقهى الأدبي بالمهرجان مجموعة من الندوات والنقاشات الأدبية بمشاركة مجموعة من الأدباء الليبيين منهم الكاتب عمر الككلي والشاعر جمعة الفاخري وخالد درويش والروائية المرشحة لجائزة بوكر العربية للرواية نجوى بن شتوان، والروائي إبراهيم الكوني والكاتب مفتاح قناو.
ويلقي المستشار الثقافي السابق وسيم أبوراوي محاضرة باليوم الختامي للمهرجان بعنوان «السراي الحمراء إذا رويت لي».
ويستعرض المهرجان التاريخ والهوية لإعادة البناء والطاقات الإبداعية من خلال بانوراما ليبيا المعاصرة بتنظيم معهد بحوث حول المغرب المعاصر، وتقدم بهذه البانوراما العديد من المداخلات منها مداخلة حول إعادة بناء ليبيا بعد سقوط القذافي والفرص الضائعة لعضو مركز رفيق الحريري محمد الجارح، ومداخلة حول بناء الأمة الليبية قبل تقاسم السلطة للباحث عبدالرحمن العجيلي، ومداخلة حول قبائل الشوة المتاخمة للحدود التونسية الليبية للمؤرخ فرج نجم، ومداخلة حول ليبيا ودواعي الأمل للصحفي سامي زابطية.
ومداخلة حول الهويات القبلية لإعادة النظر نحو الاعتراف بالتنوع الليبي للباحث والمهندس رافع الطيب ومداخلة حول كيفية مساندة النواحي الإيجابية والحد من ظواهر التقسيم للمستشارة أمية الصديق، ومداخلة حول الإدارة الذاتية المحلية في ليبيا نتيجة لغياب الدولة حاليًا للدبلوماسي الفرنسي السابق باتريك هايمزداه.
أما في مجال التراث الليبي القديم فتقدم العديد من الندوات ومداخلات منها مداخلة حول ثراء التراث الأثري في برقة طرابلس وحالة المواقع التراث الليبي القديم ومهام اليونسكو في إطار مخطط شامل تنمية والمحافظة على التراث، والاستكشاف تحت الماء والاكتشافات التي تم الإعلان عنها من قبل البعثة الأثرية الفرنسية في ليبيا، وتقنية التوثيق الأثري في حالة الطوارئ والحروب وتماثيل مقابر برقة.