أعلن الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني” الجزائري، عمار سعداني، في ختام اجتماع اللجنة المركزية السبت، استقالته من الحزب لأسباب قال إنها “مرتبطة بمصلحة البلد، وأخرى صحيّة”، مؤكّداً أنّه “سيظل في خدمة الحزب رغم استقالته”، في حين أشارت معلومات إلى أن الاستقالة أتت بطلب من الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بسبب تصريحات لسعداني أثار فيها غضب ديوان الرئاسة. وكان سعداني قد حصل على ثقة أعضاء اللجنة المركزية للحزب للبقاء في منصبه، رداً على مطالبات بإقالته من منصبه بعد تصريحات أدلى بها يتهم فيها المدير السابق للمخابرات، الفريق محمد مدين، ورئيس الحكومة السابق، عبد العزيز بلخادم، بـ”العمالة لفرنسا”. وعلى أثر ذلك، بعث بوتفليقة إلى الاجتماع موفداً أبلغ سعداني قرار الرئيس بضرورة مغادرته منصبه في الحزب، بصفته رئيساً له وفقاً للنظام الأساسي والداخلي. وكشفت قيادات في الحزب، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنّ “شخصية من الرئاسة نقلت، ظهر اليوم، رسالة إلى سعداني من الرئيس بوتفليقة يطلب منه إعلان استقالته أمام اللجنة المركزية”، مضيفةً أنّ “بوتفليقة بدا غاضباً من تصريحات سعداني، التي أثارت جدلاً سياسياً وإعلامياً في المشهد السياسي بالجزائر”. وأشارت المصادر إلى أنّ “الرئيس الجزائري كلّف وزير التضامن السابق، جمال ولد عباس، بإدارة شؤون الحزب كأمين عام بالنيابة، إلى حين انعقاد اجتماع آخر للجنة المركزية من أجل انتخاب أمين عام جديد. وتأتي هذه التغييرات في الكوادر الرئيسية للحزب الحاكم، قبل أقل من ستة أشهر من الانتخابات البرلمانية التي ستجري في إبريل/نيسان المقبل. وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أنّ “تنحية سعداني تدخل في سياق صراع بين دوائر مقربة من الرئاسة، ترغب في إعادة ترتيب أوضاع الحزب الحاكم قبل الانتخابات بعد الاضطرابات الداخلية وحالة الانقسام التي يشهدها الحزب بسبب تصريحات وسياسات سعداني”.