الكركم - ذلك المسحوق الأصفر الذهبي الذي ما فتئ يستخدم في المعالجات الطبيعية منذ آلاف السنين، والذي يستخدمه الهنود في اصطناع أفضل توابلهم.
الكري - له خواص مذهلة مضادة للالتهاب وللأكسدة، وسنذكر في هذا المقال بعض منافعه النابعة من هذه الخواص، والتي كشفتها الدراسات الحديثة.
يجب لفت الانتباه إلى أن منافع الكركم تأتي من مكونه الفعال (كركومين ، وأن هذا العنصر غير متوفر في المسحوق الطبيعي بكميات وافرة، ما يدعو لترجيح تناول خلاصة الكركم أو مكملات الكركم، للحصول على هذه المنافع بصورة مؤكدة، كما يفضل أن يتناول بعض الفلفل الأسود مع الكركم، لأنه يعزز امتصاصه ما يقارب من 2000 مرة.
1- الكركم طارد للسموم
لذلك يصفه علماء التغذية أنه منق للدم، فهو يخلص الدم من السموم التي تنتج من عمليات الاستقلاب، ويساعد بذلك الكبد والكليتين في وظيفتيهما، وقد وجد العلماء الكوريون في بحث نشر في مجلة "الطب البديل"، أنه إذا أعطيت خلاصة الكركم للمصابين بقصور الكبد، هبطت خمائر الكبد المرتفعة لديهم بشكل ملحوظ بعد 12 أسبوعاً.
2- الكركم يقاوم الرشح
وذلك لخاصته كمضاد أكسدة قوي يحارب الجذور الحرة التي تتكون أثناء الرشح، وتتلف الخلايا الصحيحة، وقد ثبت تأثير الكركم الحميد في التخلص من نوبات الرشح في عدد من الدراسات، مضافاً إلى الفلفل الأسود، والهيل، والفانيلا.
3- يساعد في معالجة الأمراض المزمنة
يعتبر عنصر الكركومين مضاداً قوياً للالتهاب (لا يختلف في قوته عن العقاقير المضادة للالتهاب)، ولذلك فهو يفيد في معالجة كل الأمراض التي يلعب الالتهاب المزمن دوراً هاماً فيها، مثل اعتلال البطانة الشريانية المسؤول عن أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، ومرض الزهايمر، وسائر الأمراض التنكسية الأخرى.
في إحدى الدراسات، ثبت أن إعطاء 4 غرام من خلاصة الكركم لمرضى القلب الإكليليين، خفض من احتمال إصابتهم بنوبة قلبية بنسبة 65%.
4- يساعد على خسارة الوزن
وذلك بتحسين مقاومة الإنسولين وتسريع عملية الاستقلاب (الأيض)، وقد وجد باحثون من جامعة بوسطن في بحث نشر في مجلة "التغذية"، أن الفئران إذا أعطوا طعاماً غنياً بالشحوم، مضافاً إليه مكملات الكركم، كانت أوزانهم بعد 12 أسبوعاً أقل من الفئران الذين لم تضف مادة الكركومين لطعامهم الدهني، ويرشح الأخصائيون خليطاً من الزنجبيل والكركم والثوم للحصول على أفضل النتائج بالنسبة لتخفيف الوزن.
5- يحسن النشاط الذهني
فقد تبين في دراسة نشرت حديثاً في مجلة (العلوم الصيدلانية النفسية)، إن خواص الكركم في تخفيض ظاهرة الالتهاب وتحسين الدوران ومحاربة الأكسدة وتعزيز الاتصالات العصبية بالدماغ، تدعم وظائف الدماغ من حيث قوة الذاكرة ورفع القدرة على التركيز، وتقي الإنسان من الوقوع فريسة الخرف.
6- يقي من السرطان
ثبت أن الكركم يخفض من توعية النسج السرطانية، ويحد من نمو خلاياها، خاصة منها سرطانات الجهاز الهضمي (كسرطان القولون)، وفي إحدى الدراسات، استطاع الباحثون إنقاص عدد السليلات القولونية (التي قد تتحول إلى سرطان) بنسبة 40%، وذلك بإعطاء المتبرعين 4 غرام من خلاصة الكركم يومياً لمدة شهر.
7- يفيد في معالجة المصابين بالتهاب المفاصل
بما أن الكركم مضاد قوي ضد الالتهاب، فهو يفيد في التهابات المفاصل التي يشكل الالتهاب فيها عنصراً هاماً، مثل التهاب المفاصل الرثياني ، وفي إحدى الدراسات التي نشرت من بضع سنوات تبين أن خلاصة الكركم أقوى من الأدوية المضادة للالتهاب التي عادة ما تعطى في هذه الحالات.
8- يصلح كعلاج فعال ضد الاكتئاب
في دراسة نشرت من سنتين أعطي فريق من المصابين بالاكتئاب علاج البروزاك التقليدي، وأعطي فريق ثان الكركومين، وتبين أن الكركومين هو علاج بنفس فاعلية البروزاك في حالات الاكتئاب، ويعتقد أن السبب يعود إلى أن الكركم يعزز عامل الاتصال العصبي BNDF في الدماغ (الذي يكون منخفضاً في حالات الاكتئاب)، كما أنه يدعم "هرمونات السعادة" السيروتونين والدوبامين.
9- يعطي الجلد مسحة من الجمال
يدعم الكركم الجهاز المناعي، وهذه الخاصية، بالإضافة إلى كونه مضاداً قوياً للالتهاب يفيد في وقاية الجلد من التجاعيد، كما أنه غني بمعدن المنغنيز الضروري لإنتاج ألياف الكولاجين، ولذلك أصبح يدخل في تركيب المرطبات الجلدية الحديثة، ومن الكريمات المستخدمة اليوم بكثرة لإعطاء بريق للوجه، خليط من العسل والكركم.