للأستاذ والباحث ” د.مفتاح علي حسين بالحاج” صدر عن منشورات جامعة مصراتة، كتابان في علم الاجتماعي، جاء الأول بعنوان (النظريات الاجتماعية)، أما ثاني فبعنوان (دراسة في التحديث الاجتماعي – بعض ملامح الحداثة في العلاقات بين الآباء والأبناء). وهذان الإصدارات يمثلان إضافة للمكتبة الليبية في هذا الجانب العلمي .
في الكتاب الأول (النظريات الاجتماعية)؛ يبدأ الكاتب من التفكير النظري في مجال علم الاجتماع، كونه حظي بمكانة هامة منذ البدايات الأولى لنشأة هذا العلم، ومع مرور الزمن وتقدم العلوم وتطور وسائل البحث العلمي، وتراكم نتائج الدراسات الميدانية والحقلية، تطور علم الاجتماع، وتفرع إلى ميادين متعددة شملت معظم جوانب الحياة وتناولت مختلف أنماط السلوك البشري .
يقول “د.بالحاج”: ارتبط مصطلح النظرية في أذهان الكثيرين، بالأفكار المجردة والتصورات المثالية لفترة طويلة، إلا أن هذا الفهم بمعنى النظرية أخذ في الاختفاء، لتحل محله فكرة ارتباط النظرية بالملاحظة والتجربة والبحوث الميدانية والدراسات الحقلية، كما تغيرت النظرة إلى النظرية أيضاً من اعتبارها صياغة ثابتة أو نهائية، إلى اعتبارها خاضعة للتبديل وقابلة للتعديل والتطوير. والنظرية الاجتماعية الحديثة تتميز بأنها ترتكز على فكرة عامة مؤداها؛ إن الحياة الاجتماعية يمكن ردها إلى قوانين علمية تسمح بالتنبؤ بالنتائج، متى توفرت الظروف المهنية المشابهة لتحقيق مقدماتها وأسبابها وعواملها .
في الكتاب الثاني (دراسة في التحديث الاجتماعي – بعض ملامح الحداثة في العلاقات بين الآباء والأبناء)، يبدأ الكاتب من التحديث، فيعرفه بأنه: تحول وانتقال المجتمع من الشكل التقليدي إلى المجتمع الأكثر حداثة، بفعل ميكانيزمات التحديث كالتعليم واتساع المشاركة في العمل والتعرض لوسائل الاتصال ونمو الحضرية.
وكنتيجة، سيشهد النظام الاجتماعي للأسرة، تحولاً وتغيراً بنائياً ووظيفياً. لعل من أبرز معالمه، الانتقال من نمط الأسرة الممتدة التقليدية، إلى نمط الأسرة النواة الحديثة، وتحولا في القيم والمعايير التي تشكل أساسات التفاعل الاجتماعي الأسري بين المكانات والأدوار المختلفة، لتأخذ أنماطاً تتوافق مع طبيعة التبدل في الحياة العصرية .
وتمضي نظرية التحديث لتقرر بأن تحديث بناء الأسرة يقود إلى تحولات رئيسية في طبيعة بعض الوظائف التقليدية للأسرة، حيث تتولى بعض المؤسسات الاجتماعية، ولعلّ من أبرزها المؤسسات التعليمية ووسائل الاتصال، ذات الجوانب المهمة في عمليات التنشئة الاجتماعية. مثل هذه التحولات التحديثية الوظيفية التي تشهدها الأسرة الحديثة قد تقود إلى الحداثة في الحياة الأسرية وبخاصة العلاقات الوالدية بالأبناء، فالتحول البنائي – الوظيفي من الأسرة التقليدية إلى الأسرة الحديثة يصاحبه تحولا في طبيعة العلاقات من التقليدية إلى الحداثة. فالعلاقات الاجتماعية تشهد انتقالا تدريجيا بين نموذجين مثاليين من الحياة الاجتماعية، يوصف أحداها بالتقليدية، بينما يوصف الثاني بالحياة العصرية. وتحاول هذه الدراسة أن تأخذ منهجيـة النمذجة في تحليل البناء الاجتماعي .
الدكتور ” مفتاح علي حسين بالحاج” من مواليد مدينة مصراتة 1953. يعمل كأستاذ مساعد بكلية الآداب – قسم علم الاجتماع، جامعة مصراتة، له العديد من المساهمات والبحوث في مجال الاجتماع .