أكد الخبير التقني الألماني هولغر سكورك أن تباطؤ سرعة الاتصال بالإنترنت عبر الشبكة المحلية اللاسلكية (WLAN) في المنزل لا يرجع دائماً إلى الشركة المقدمة للخدمة، بل إن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ذلك مثل ضبط إعدادات خاطئة لجهاز الراوتر أو استعمال برامج قديمة أو وجود جدران سميكة للغاية في المنزل.
وأضاف سكورك -من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بت كوم (Bitkom) بالعاصمة برلين- أن هناك مواقع ويب، تتيح للمستخدم إمكانية التحقق من سرعة الاتصال بالإنترنت في المنزل بشكل حقيقي.
ولكن الخبير الألماني ينصح بإجراء الاختبار مرتين قدر الإمكان مرة عن طريق كابل الشبكة، والمرة الأخرى عن طريق الشبكة اللاسلكية. ويعلل سكورك ذلك بقوله إذا كانت سرعة الشبكة اللاسلكية أبطأ من كابل الشبكة، فإن تباطؤ سرعة الإنترنت في المنزل يرجع إلى عيوب في شبكة WLAN اللاسلكية.
وفي هذه الحالة يتعين على المستخدم في البداية فحص مركز التشغيل الرئيسي للشبكة المنزلية، من خلال التحقق من معايير الاتصال اللاسلكي التي يدعمها جهاز الراوتر, وأوضح الخبير الألماني أن المعيار n802.11 يعتبر أسرع معيار حالياً لنقل البيانات لاسلكياً، في حين أن المعايير a و b و g تقوم بنقل البيانات بسرعة بطيئة إلى حد كبير.
جودة الاتصال
وبالإضافة إلى ذلك فإن موضع جهاز الراوتر في المنزل يعتبر من العوامل التي تؤثر بدرجة كبيرة على جودة الاتصال بالإنترنت، وأوضح هولغر سكورك أنه يجب وضع جهاز الراوتر بحيث يكون ظاهراً بشكل جيد لأجهزة الكمبيوتر المختلفة في المنزل, مع ضرورة أن يتمكن المستخدم من تدوير الجهاز أو الهوائي بكل حرية ودون التعرض لأضرار, وعادةً لا يظهر تأثير ذلك إلا عندما تكون المسافة بين وحدة الإرسال وجهاز الاستقبال أمتارا قليلة.
وتقوم معظم أجهزة الراوتر بالبحث الذاتي عن أي قناة خالية، وإذا لم ينجح الراوتر في الوصول إلى ذلك، فيتعين على المستخدم إيقاف الوظيفة الأوتوماتيكية، واختيار القناة يدوياً, وينصح الخبراء باستعمال أجهزة الراوتر ثنائية النطاق، حتى لا يحدث تداخل مع القنوات الخاصة بالجيران.
وتقوم هذه الأجهزة بعملية الإرسال عبر النطاق التقليدي 2.4غيغاهرتز وكذلك عبر النطاق 5 غيغاهرتز.
وأوضح الخبير الألماني سكورك مزايا نطاق التردد العالي بقوله “يتوافر في هذا النطاق الكثير من القنوات الخالية ولا يحدث تداخل فيما بينها”. ومع ذلك فإن جودة الإشارة اللاسلكية في النطاق 5 غيغاهرتز تتأثر بشدة بسبب الجدران وغيرها من العوائق الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك فإن دعم جهاز الراوتر فقط لنطاق التردد البديل لا يكفي لتشغيل الشبكة اللاسلكية، حيث لا بد أن يدعم جهاز الكمبيوتر والأجهزة الأخرى أيضاً نفس نطاق التردد.
مسافة كبيرة
وفي بعض الأحيان قد تكون المسافة بين أجهزة الراوتر وأجهزة الكمبيوتر كبيرة للغاية، وللتغلب على هذه المشكلة يمكن استعمال ما يُعرف باسم جهاز تقوية الشبكة اللاسلكية (Repeater)، الذي يقوم في أحسن الأحوال بمضاعفة مدى الإشارة اللاسلكية.
ولكن إيرنست أليرس -المحرر بمجلة “c’t” الألمانية- يقول “ولكن معدل نقل البيانات ينخفض إلى النصف تقريباً أو أقل من ذلك, لأن باقة البيانات يتم إرسالها مرتين عبر الأثير”, وبدلاً من ذلك ينصح الخبير الألماني بتوصيل كابل بجهاز تقوية الشبكة اللاسلكية في المنزل.
وفي حالة أجهزة الراوتر القديمة يُشدد الخبراء على ضرورة تحديث البرامج الثابتة (الفيرموير), وعادةً ما يتمكن المستخدم من معرفة الإصدار المثبت بالفعل على جهازه عبر الموقع الإلكتروني للشركة المنتجة.
ومن الأفضل تنزيل البرامج الثابتة من جديد, وينصح الخبير الألماني أليرس بعدم تثبيت برامج الفيرموير الخاصة بأجهزة الراوتر الأخرى، ويؤكد على أن ذلك قد يؤدي إلى تعطل جهاز الراوتر بشكل كامل.