يبدو أن الكثير من الأضواء، رغم الترشيحات الضعيفة التي سبقتهما إلى البرازيل، ستسلط خلال اليومين المقبلين على المنتخبين العراقي والجزائري لكرة القدم، خلال مشاركتهما الحالية، في دورة الألعاب الأولمبية "ريو دي جانيرو 2016".
ولم يستطع أي من المنتخبين، تحقيق الفوز في بداية مسيرته بمسابقة كرة القدم الأولمبية، لكنه ترك بصمة رائعة ليصبح الفريقان خطرًا يهدد الكبار، لاسيما وأن المحطة التالية للفريقين ستكون أمام قطبي قارة أمريكا الجنوبية البرازيل، والأرجنتين.
وقدم المنتخب العراقي، عرضًا قويًا أمام نظيره الدنماركي، في افتتاح مباريات المسابقة، لكنه أهدر فرصة تحقيق الفوز بعدما فشل في ترجمة سيطرته على مجريات اللعب في المباراة، إلى أهداف ليخرج بنقطة التعادل السلبي.
ورغم عدم فوز أسود الرافدين، في هذه المباراة، كانت نقطة التعادل، كافية لتثير القلق من الفريق العراقي، خاصة وأن مباراته التالية ستكون أمام المنتخب البرازيلي صاحب الأرض، والذي تزايدت الضغوط عليه بعد السقوط في فخ التعادل السلبي أيضًا مع جنوب أفريقيا.
ومع تزايد الضغوط على فريق السامبا، قد تكون الفرصة سانحة أمام أسود الرافدين للخروج بأي نتيجة إيجابية، حيث ستعزز نقطة التعادل في هذه المباراة فرص الفريق في التأهل للدور الثاني خاصة وأن مباراته الأخيرة بالدور الأول ستكون أمام منتخب جنوب أفريقيا، الذي فجر المفاجأة أمام السامبا البرازيلية، لكنه لا يتمتع بخبرة كبيرة في الدورات الأولمبية.
ويستطيع المنتخب العراقي، أن يدرك مدى الضغوط الواقعة على منافسه البرازيلي، من حالة الوجوم التي سيطرت على المشجعين البرازيليين، بعد التعادل السلبي مع جنوب أفريقيا في العاصمة برازيليا.
ومع خروج منتخب السامبا، بنقطة وحيدة من مباراته الأولى في المسابقة، خيم السكون على شاطئ كوباكابانا في مدينة ريو دي جانيرو، العاصمة القديمة للبرازيل، على عكس الاحتفالات الصاخبة التي يشهدها هذا الشاطئ مع أي انتصارات كروية للفرق البرازيلية.
وتحظى مسابقة كرة القدم بالاهتمام الأكبر لدى البرازيليين، من جميع المنافسات التي تشهدها دورة الألعاب الأولمبية، حيث يسعى المنتخب البرازيلي للفوز بالميدالية الذهبية للمرة الأولى بعد 12 محاولة سابقة باءت جميعها بالفشل، ومنها أولمبياد لندن 2012، عندما خسر الفريق في النهائي أمام نظيره المكسيكي.
ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للمنتخب الجزائري، رغم خسارته (2ـ3) أمام هندوراس في بداية مسيرته بالمسابقة حيث كان الحظ العاثر، وراء هذه الخسارة، فيما قدم الفريق أداء رائعًا خاصة في الشوط الثاني، ونال تعاطفًا هائلاً من قبل الجماهير التي حضرت اللقاء والتي تفاعلت مع الأداء الراقي من اللاعبين، بل إنها حرصت على مساندة ودعم الحارس الجزائري فريد شال، رغم الأخطاء الفادحة منه، والتي تسببت بقدر كبير في هزيمة الفريق.
وكان الحظ عاند المنتخب الجزائري قبل المباراة حيث أصيب حارس مرماه الأساسي عبدالقادر صالحي ليخرج من حسابات الفريق أمام هندوراس ويلعب الحارس الاحتياطي شال الذي ارتكب خطأين فادحين تسببا في الهدفين الثاني والثالث لهندوراس.
وواصل الحظ عناده للخضر خلال المباراة وأصيب قائده بعد نصف ساعة من بداية المباراة ليفقد الفريق كثيرا من قوته.
لكن محاربي الصحراء أثبتوا وجودهم في المباراة بأداء راق وحماسي في الشوط الثاني أكسب الفريق المساندة الجماهيرية التي ألهبت حماس اللاعبين في الدقائق الأخيرة، وكادت تقود الفريق إلى التعادل لكن الحظ عاند لاعبيه في أكثر من كرة خطيرة.
ولم يتردد الكولومبي خوسيه لويس بينتو، المدير الفني لمنتخب هندوراس في الاعتراف بمحالفة الحظ لفريقه في هذه المباراة.
وفي المقابل أكد السويسري بيير أندري شورمان، المدير الفني للمنتخب الجزائري، أن الفرصة لا تزال سانحة بقوة بشرط أن يؤدي الفريق في مباراتيه المقبلتين، أمام الأرجنتين والبرتغال بنفس قوة الأداء الذي قدمه في الشوط الثاني من مباراة هندوراس.
والحقيقة أن المنتخب الجزائري خسر النقاط الثلاث لمباراة هندوراس، لكنه اكتسب تعاطفا هائلا ومساندة بالغة من الجماهير، والتي ستتضاعف بالتأكيد مع انضمام الجماهير البرازيلية إلى تشجيع الفريق في مباراته المقبلة أمام الأرجنتين بعد غد الأحد، في ظل التنافس الرهيب بين الكرتين البرازيلية والأرجنتينية، وهو ما تمنى شورمان عن حدوثه.
وسيكون المنتخبان الجزائري والعراقي، ممثلا الكرة العربية في مسابقة كرة القدم بأولمبياد ريو، هما الخطر الذي يهدد راقصي التانجو والسامبا.