أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أمس الخميس في "رأس لانوف "عن استئناف تصدير النفط الليبي من موانئ الهلال النفطي ، وجاء الاعلان عن هذه الخطوة الهامة في كلمة القاها نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني نيابة عن المجلس وبحضور عضو المجلس الرئاسي ووزير الدولة السيد احمد حمزة ووزير الدفاع المفوض السيد العقيد المهدي البرغثي ، والعقيد علي الأحرش رئيس حرس جهاز المنشآت النفطية.
وأعرب الكوني في كلمته عن أمله بأن يكون استئناف تصدير النفط بداية لاستعادة بلادنا عافيتها من أقصاها إلى أقصاها،مؤكداً على أهمية هذا الحدث حيث يعد النفط شريان الحياة الاقتصادية في ليبيا، " إذا توقف تصديره تأثرت هذه الحياة وعصفت الأزمات بالمؤسسات الخدمية وبرامج التنمية" .
وأوضح الكوني بأن جل ما شاهدته بلادنا من أزمات هو" تداعيات لتراجع إنتاج النفط الليبي إلى حد لا يكاد يفي بالمرتبات والاحتياجات الأساسية للمواطن"، وأرجع السيد الكوني تفاقم أزمة السيولة والارتفاع القياسي في سعر صرف العملة بالسوق الموازية إلي توقف تصدير النفط . واشار في كلمته إلى أن الأعباء ازدادت مع تجميد أموال الدولة الليبية في الخارج .
وقال نائب رئيس المجلس الرئاسي أن مساعي المجلس لم تتوقف منذ استلامه مهامه لتمهيد الطريق أمام استئناف تصدير النفط ، والعمل على حل كافة العراقيل التي تواجه عمليات التصدير . وقال السيد الكوني متحدثا بإسم المجلس الرئاسي "لقد وعدنا بذلك وها نحن نوفي بالوعد" .
وسرد االكوني في كلمته الجهود التي بذلت لتجاوز المصاعب التي واجهت عملية إعادة التصدير قائلا : "لقد توقفت والحمد لله الاشتباكات المسلحة في منطقة الهلال النفطي التي أصابت الخزانات والبنية التحتية بأضرار بالغة ، ولكن بفضل أبنائنا الشجعان وبتكاثف الجميع بذل العاملون في الصناعة النفطية على اختلاف تخصصاتهم كل الجهد لإعادة العمل للمنظومات النفطية، وصيانة ما يحتاج منها إلى صيانة "
وكشف الكوني عن إجراء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني اتصالات مع منظمة أوبك والشركات المعنية وبين ان المجلس الرئاسي شرع منذ فترة في إتمام إجراءات عودة التصدير ووضع خطة لتأمين دخول الناقلات.
وأكد الكوني ان لا صحة مطلقا لما يتم تداوله من اشاعات من أن استئناف تصدير النفط تم نتيجة ابتزاز أو صفقات، مشيداً بوعي ووطنية الجميع بأهمية هذه الخطوة وبأن هذه الثروة تمثل مقدرات ورزق كل الليبيين، واضاف انه "ما أن توفر الوضع السياسي والأمني الملائم، استجاب الوطنيين الشرفاء وساهموا في تحقيق هذه الخطوة ."
وأكد نائب رئيس المجلس الرئاسي بهذه المناسبة لجميع العاملين في الشركات النفطية بكافة اختصاصاتهم بأن المجلس بدأ بالفعل في " تنفيذ سياسات فعلية وعاجلة للوفاء باستحقاقاتهم، أسوة بكل المواطنين في الدولة الليبية."
وطمئن الكوني جميع الليبيين بأنهم سيشهدون بعون الله وفي وقت قريب وبالتدريج نتائج اقتصادية جيدة ترفع المعاناة عن كاهلهم .
وجدد موسى الكوني بإسم المجلس الرئاسي الدعوة الى كل الكيانات والمؤسسات والقوى السياسية والاجتماعية "إلى التلاحم والتوافق ، لتتوحد الصفوف في مواجهة كل من يتربص بأمن واستقرارالوطن ويعبث بقوت الليبيين،" آملا في ختام كلمته " ان يتحقق بالتلاحم تطلعات الشعب في الرخاء ، وبناء دولة المؤسسات والقانون .. دولة الاكتفاء والرفاه" .