رفض الليبيون بشدة انتهاك فرنسا لأراضيهم في أعقاب إعلان باريس عن مقتل ثلاثة من جنود فرنسيين شرق ليبيا معتبرين انه لا يوجد ما يبرر التدخل الأجنبي في بلادهم دون علمهم لا سيما وان هذه الخطوة جاءت دون موافقة من الأمم المتحدة وفقا لميثاقها لدولي.
وعلى خلفية إعلان فرنسا لأول مرة تواجد جنودها على التراب الليبي بعد مقتل ثلاثة من جنودها في حادث طائرة مروحية خلال مهمة استخباراتية شرق البلاد أعلنت حكومة الوفاق الوطني إنها أجرت اتصالات مباشرة وعلى أعلى مستوى مع السلطات الفرنسية لمعرفة أسباب وملابسات هذا الوجود وحجمه مطالبة بتفسير وتفاصيل لما وقع من حادث .
وأكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية (وال) أنه لن يتنازل مطلقا عن السيادة الليبية ويرفض انتهاك حرمة التراب الليبي وأنه يرحب بأي مساعدة أو مساندة تقدم من الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على تنظيم الدولة داعش مادام ذلك الدعم في إطار طلب من المجلس وبالتنسيق معه وبما يحافظ على السيادة الوطنية لكونه هو الجسم الشرعي الوحيد في البلاد.
و أوضح المجلس في بيانه عن تقديره للجهد الدولي لمحاربة الإرهاب ودعم التحالف الدولي الذي شكل لمواجهته قائلا " نعي جيدا الاحتياج إلى تكاتف الجهود الدولية للقضاء على هذا الوباء إلا أن كل ذلك لا يبرر أي تدخل دون علمنا ودون التنسيق معنا ودون مراعاة لما أعلناه من حرمة التراب الليبي".
ودعا المجلس الرئاسي في بيانه الأطراف الليبية كافة إلى الانضواء تحت شرعية المجلس الرئاسي المنبثقة عن الشرعية التوافقية التي ارتضاها الليبيون فهي الأساس المتين لوحدة ليبيا ورفعتها والسبيل الوحيد لرفع المعاناة عن الليبيين وإعادة الأمن والاستقرار لسائر ربوع ليبيا.
من جهته أعلن جهاز حرس المنشآت النفطية رفضه التدخل الفرنسي في القضايا الداخلية الليبية دون موافقة السلطة الشرعية في البلاد وفق مبدأ السيادة الوطنية.
واعتبر الجهاز في بيان له أن السلطة الدولية المنوط بها التدخل هي مجلس الأمن الدولي وفقا لميثاق الأمم المتحدة وهو لم يصدر قرارا بهذا الشأن. وأضاف أن عدم موافقة السلطة الشرعية في البلاد إلى جانب عدم صدور قرار من مجلس الأمن فإن التدخل الفرنسي في ليبيا يعد تدخلا "غير مشروع" و"عدوان يهدف إلى تغليب طرف سياسي على آخر مما يثير مخاوف الفرقاء السياسيين من أن تتحول ليبيا ساحة لتصفية الصراعات الدولية ومهما كانت مخاوف فرنسا فإن تدخلها هذا غير مبرر وينم عن معالجة خاطئة لما تعتبره محاربة للإرهاب".
ورأى جهاز حرس المنشآت أن على فرنسا العمل على مساعدة الليبيين في التوافق وبناء دولتهم بدلا من أن تكون طرفا في تغذية الصراع عن طريق تغليب طرف على حساب أطراف أخرى وبهذا فهي تؤجج الوضع الداخلي الليبي مما ينعكس سلبا على الجميع".
من جهة أخرى خرج مئات المتظاهرين عبر عدة مدن ليبية تنديدا بالوجود العسكري الفرنسي في ليبيا فقد شهدت العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة ومدن أخرى مظاهرات بعد ساعات من إعلان الرئيس الفرنسي " فرنسوا هولاند " مقتل ثلاثة جنود فرنسيين خلال مهمة استطلاع في ليبيا. وفي خضم حالة اللاإستقرار في ليبيا يأتي حادث مصرع الجنود الفرنسيين خلال مهمة "استطلاع " في ليبيا ليكشف حقيقة التواجد الفرنسي أرغم السلطات الفرنسية بالإقرار ولأول مرة عن وجود قوات خاصة لهم في ليبيا التي تواجه تحديات أمنية خطيرة في مقدمها تنظيم ما يسمى (داعش).