استبعد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن يكون هناك تنسيق محتمل بين حكومة بلاده ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن إنتاج النفط بعد فشل محاولة لتثبيت مستويات الإنتاج في وقت سابق هذا العام. وقال: “لا نناقش قضايا تنسيق الإجراءات بين روسيا وأوبك… لا يمكننا أن نتفق على خفض الإنتاج إذ إننا لا نمتلك تلك الأدوات والآليات”. وفشلت “أوبك” وكبار المنتجين الآخرين خارجها ومن بينهم روسيا في التوصل إلى اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة في نيسان/ أبريل بشأن تثبيت إنتاج النفط لدعم أسعار الاخام المنخفضة. وسجلت أسعار النفط العالمية أدنى مستوى لها في 13 عاما عند 27 دولارا للبرميل في كانون الثاني/ يناير بسبب تخمة المعروض في الأسواق العالمية لكنها تعافت منذ ذلك الحين لتصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل. وتضرر الاقتصاد الروسي الذي انكمش 3.7 بالمئة العام الماضي جراء ضعف أسعار النفط الذي يمثل سلعة التصدير الرئيسية لموسكو. وقال نوفاك إن بلاده تتوقع أن يتركز تعاونها مع “أوبك” على تبادل المعلومات والتحليلات المتعلقة بأسواق النفط العالمية بدلا من تنسيق الإنتاج. وزادت الشركات الروسية إنتاجها من الخام هذا العام. وقال نوفاك إنه يتوقع أن يصل إنتاج البلاد من الخام إلى 542-544 مليون طن هذا العام بعدما بلغ 534 مليون طن (10.73 ملايين برميل يوميا) في 2015 وهو أعلى مستوى في 30 عاما. ورجح أن يلتقي مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح خلال مؤتمر في الجزائر نهاية أيلول/سبتمبر وأن ذلك الاجتماع سيكون الأول منذ تعيين الفالح في منصبه في أيار/مايو خلفا لوزير النفط المخضرم على النعيمي. وتابع: “بوضوح سنناقش الموقف في سوق النفط (العالمية)”، مضيفا أنه سيبحث مع الفالح أيضا إمكانية الدخول في مشروعات مشتركة في مجال الطاقة في روسيا والمملكة العربية السعودية ودول أخرى. وقال الفالح الأسبوع الماضي إن قطاع النفط بحاجة إلى سعر يتجاوز 50 دولارا للبرميل للمحافظة على استدامة الاستثمارات مضيفا أن الضغوط النزولية على الأسعار ستستمر بسبب حجم المخزونات الضخم. وأشار نوفاك إلى أن توقعات روسيا لأسعار النفط لم تتغير لتظل عند نطاق 40 إلى 50 دولارا للبرميل هذا العام. غير أنه قال إن هناك احتمالات بانخفاض السعر عن ذلك بسبب التباطؤ الموسمي للطلب. وتراهن شركات التجارة في أنحاء العالم على أن أسواق النفط ستظل متخمة بفائض في معروض الخام لمدة عامين على الأقل حتى مع تعافي الأسعار بفعل إشارات مبكرة على تقلص الإنتاج. وقال الوزير الروسي إنه يتوقع توازن أسواق النفط العالمية بحلول منتصف أو نهاية 2017، مشيرا إلى أن الكثير يتوقف على سياسة المملكة العربية السعودية. وقال نوفاك إنه يتوقع ارتفاع الطلب بنسبة تترواح بين 0.8 وواحد بالمئة سنويا على الأقل أو ما يعادل 0.7 مليون إلى 1.0 مليون برميل يوميا. وأوضح أن مخزونات الخام العالمية بلغت 3 مليارات برميل منها 500 مليون برميل وصفها بأنها زائدة عن الحاجة وحذر من أنها ستحتاج وقتا طويلا قبل أن تخرج من السوق. وقال: “بوجه عام هذا (يمثل) نحو 1.5 مليون برميل يوميا، وهو ما يعني أنه إذا لم يكن هناك إنتاج إضافي (عالمي) وظل الإنتاج عند المستويات الحالية فإن تلك التخمة ستظل تغطي الزيادة السنوية في الطلب”.