أوضحت منظمة الصحة العالمية فى تقرير صادر عنها، أن السبب الرئيسى الكامن وراء الإصابة بفرط الوزن والسمنة فى مرحلة الطفولة عدم التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المنفقة .
وتعد الزيادات المُسجّلة بين الأطفال على الصعيد العالمى فى فرط الوزن والسمنة إلى عدد من العوامل، منها تحوّل فى النظام الغذائى على الصعيد العالمى نحو زيادة استهلاك الأغذية التى تحتوى على نسبة عالية من الطاقة والدهون، ونسبة قليلة من الفيتامينات والمعادن، وغير ذلك من المغذيات الصحية الزهيدة المقدار، واتجاه نحو خفض مستويات النشاط البدنى بسبب تزايد الطبيعة الخمولية للعديد من أشكال الترفيه، وتغيّر وسائل النقل، وتزايد التوسّع الحضرى .
وهناك بعض الأسباب الاجتماعية الكامنة وراء استفحال وباء السمنة بين الأطفال، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ استفحال ظاهرة السمنة بين الأطفال مردّه التغيّرات التى تطرأ على المجتمع، ففى كثير من الأحيان تظهر تلك السمنة، أساساً، جرّاء تناول الأغذية غير الصحية وانخفاض مستويات النشاط البدنى، ولكنّ المشكلة لا تنبع من سلوكيات الأطفال فقط ولكنّها تحدث، بشكل متزايد، نتيجة التطوّر الاجتماعى والاقتصادى والسياسات المنتهجة فى مجالات الزراعة والنقل والتخطيط الحضرى والبيئة وصناعة الأغذية وتوزيعها وتسويقها، فضلاً عن مجال التعليم .
والملاحظ أنّ المشكلة المطروحة ذات طبيعة اجتماعية، وعليه فإنّها تتطلّب اتباع نهج سكانى متعدّد القطاعات والاختصاصات ويناسب الأوضاع الثقافية السائدة .
ولا يمكن للأطفال والمراهقين، على خلاف البالغين، اختيار البيئة التى يعيشون فيها أو الغذاء الذى يتناولونه، كما أنّهم لا يملكون القدرة الكافية على فهم الآثار الطويلة الأجل التى قد تنجم عن سلوكياتهم، وعليه لا بدّ من الحرص على مراعاة خصوصياتهم لدى مكافحة وباء السمنة .