تمحورت لقاءات رئيس الحكومة المؤقتة " على زيدان " يوم الأربعاء في واشنطن مع المسؤولين الأمريكيين ، حول العلاقات المستقبلية بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية .
وأكدت مباحثات رئيس الحكومة المؤقتة " على زيدان " - مع كل من : وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري " وزعيمة النواب الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي " نانسي بيلوسي " ، ووكيل وزير الخزانة الأمريكي - على أهمية تعزيز العلاقات الليبية الأمريكية في مختلف المجالات ، بما يحقق الأهداف المتوخاة منها لصالح الشعبين ، الليبي والامريكي.. وشدد " زيدان " - عقب لقائه بوزير الخارجية الأمريكي - على أن العلاقة مع الولايات المتحدة ، هي علاقة استراتيجية في السياسة الخارجية في ليبيا الجديدية ..مؤكدا أن هذه العلاقة ستكون في أحسن مستوى في شتى الجوانب السياسية ، والاقتصادية ، والتعليمية ، والتعاون التقني والأمني ، في سبيل حفظ الأمن في الشرق الأوسط ، والبحر المتوسط ، وشمال أفريقيا ، والساحل والصحراء" . وأوضح - في المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري " - أن محادثاته مع المسؤولين الأمريكيين - وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي ، ووزير الخارجية - تناولت مجالات العلاقة ، و الأمور التي تهم تعاوننا المستقبلي ، سواء مجيء الليبيين للتعلم في أمريكا ، أو التعاون السياسي ، والاقتصادي والعسكري .. مبينا في هذا الصدد أن الولايات المتحدة ، تعهدت بمساعدة ليبيا في ملاحقة الأموال المنهوبة .وجدد " زيدان " - خلال تطرقه للاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي - حرص وإصرار الحكومة الليبية والشعب الليبي ، على العمل مع الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى الحقيقية ، والتعرف على الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة ، لأن قضية العدل والحق ، مسألة أساسية في تراثنا الإسلامي ، وفي أخلاقنا وواجبنا الدولي . بدوره ، وصف وزير الخارجية الأمريكي" جون كيري" ، زيارة رئيس الحكومة المؤقتة والوفد المرافق له لأمريكا بالتاريخية ، كونها تمثل أول حكومة منتخبة ديمقراطيا في ليبيا منذ اكثر من أربعة عقود ، وأن وجود رئيس الحكومة هنا اليوم ، لشاهد على مدى وتيرة التقدم الذي أحرزته ليبيا نحو الديمقراطية..وأن الشعب الليبي بدأ بالفعل في رسم مسار مستقبله.وأضاف : " جميعنا يحتفي بما تم إنجازه في ليبيا ، وهو تحرير بلد ظل تحت نير إلديكتاتورية لعقود..مهنئا رئيس الحكومة المؤقتة وليبيا على المسار الديمقراطي الذي تبناه الشعب الليبي. ولفت " كيري إلى أنه بالطبع هنالك تحديات ندركها جميعا ، كبناء إجماع سياسي ، وتعزيز الأمن ، وحماية حقوق الإنسان ، وتحقيق النمو الاقتصادي.. إلا أنه رغم هذه الصعوبات وتحديات المرحلة الانتقالية ، فإن ليبيا بلد بإمكانه كسب معركة المستقبل ، ويمتلك إمكانيات هائلة ، وشعبا ذكيا ، وثرواتٍ نفطية .وجدد وزير الخارجية الأمريكي ، حرص بلاده على استمرار دعمها لليبيا والوقوف إلى جانبها خلال مرحلة التحول.. مشيرا إلى أهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين ، لخلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمار الخارجي ، وأن الولايات المتحدة تعمل في هذا الصدد بتشجيع القطاعات التجارية والاقتصادية في أمريكا على العمل في ليبيا ".وأعلن وزير الخارجية الأمريكي - في سياق تصريحه الصحافي - عن تعيين سفيرة أمريـكية جديدة لدى ليبيا وهي : " ديبورا جونز". كما بحث رئيس الحكومة المؤقتة مع " نانسي بيلوسي " زعيمة النواب الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي العلاقات الليبية - الأمريكية ، والتي قال " زيدان " إنها ترتكز على الصداقة والمصلحة العليا لليبيا.
وأوضح " زيدان - " خلال اجتماعه مع " نانسي بيلوسي " - أن زيارته والوفد المرافق له ، تأتي لتأكيد العلاقة مع الولايات المتحدة التي ساعدت ليبيا في مرحلتين مهمتين من تاريخها .
أولا : في مرحلة الاستقلال الأول وبناء دولة ليبيا ثم في المرحلة الثانية بدعمها ثورة 17 فبراير.
من جانبها ، هنأت " نانسي بيلوسي " زيدان" على توليه رئاسة الحكومة المؤقتة ... معربة عن استعداد بلادها لمساعدة ليبيا في جهودها الرامية إلى بناء ليبيا الجديدة والمجتمع المدني.
وفي لقائه مع نائب وزير الخزانة الأمريكي أكد رئيس الحكومة المؤقتة ، أن ليبيا تسعى إلى إصلاح النظام المالي والقطاع المصرفي ، وتحريك عجلة الاقتصاد ... مدركة أن الاقتصاد لن يكون فعالا إلا في وجود نظام مالي راتب وفعّال. وتطرق زيدان - هذا الاجتماع الذي تركز على بحث آفاق التعاون الثنائي في المجالات المالية والاقتصادية - إلى إمكانية الاستفادة من الخبرات الأمريكية في مجال إصلاح القطاع المصرفي والنظام النقدي في ليبيا .
وأبدى وكيل وزير الخزانة الأمريكي ، استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة في مجال إصلاح القطاع المصرفي والمالي الليبي ، وكذلك تطوير القطاع الخاص ، وأيضا في مجال تطبيق معايير الشفافية .