أكد الخبراء المشاركون في اجتماع عقدته الإيسيسكو في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان ، على الأهمية البالغة لمراجعة السياسات التربوية الوطنية ، والتركيز بشكل أفضل على مجالات التدخل ذات الأولوية والأثر على التنمية ، مثل التعليم ما قبل المدرسي ، والتعليم الابتدائي ، ومحو الأمية ، والتعليم التقني والمهني ، والتعليم العالي والبحث العلمي .
وأوصى الخبراء كذلك بالعمل على تنمية قدرات التعليم الذاتي ، والنقد والتحليل ، والتميز والإبداع ، وبما يحقق مواءمتها مع احتياجات المتعلم العمرية والنفسية ، والاجتماعية ، والمهنية ، والنوع الاجتماعي ، ومتطلبات سوق العمل ، وتوسيع قاعدة الاستفادة منها ، بما يسهم بشكل فاعل وملموس في تحقيق تكافؤ فرص الالتحاق بالتعليم ما قبل المدرسي والتعليم الابتدائي وتعميمه بين الذكور والإناث وفي المدن والأرياف.
وطلبوا من الإيسيسكو ، بصفتها بيت خبرة العالم الإسلامي في مجالات اختصاصها ، وضع استراتيجية شاملة لتطوير التربية في العالم الإسلامي ، تنطلق من واقع المنظومات التربوية في الدول الأعضاء ، وتستشرف الآفاق المستقبلية لمواجهة التحديات ذات الصلة ، وتقترح الحلول المناسبة لمعالجتها ، وعرض هذه الاستراتيجية على مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية لاعتمادها .
وأكدوا على ضرورة الحرص على تطوير الآليات التنفيذية الملائمة لتوجهات السياسة الجديدة في مجال التربية ، من خلال تعزيز وحدات التخطيط التربوي وإعداد البرامج والمناهج والأدلة ، ووحدات المتابعة والتقييم ، بالخبراء والأطر المتخصصة المستفيدة من التكوين المستمر ، ومن خلال ضمان اعتماد الحكامة الجيدة في التسيير الإداري والمالي للمؤسسات التعليمية ، والقيام بالإصلاحات الهيكلية والبنيوية والمنهجية الضرورية لإعداد الخطط والبرامج التربوية الكفيلة بضمان الانتقال من منظومة التعليم إلى منظومة التعلم المرتكزة على الكيف لا على الكم وعلى الجودة والابتكار بدل التلقين والحفظ .
ودعوا إلى العناية بإعادة تكوين المعلم وتدريبه على القيام بدوره التربوي الجديد كميسّر لعملية التعلّم ، والعمل على تحسين أوضاعه المهنية والإدارية .
وشددوا على أهمية إعطاء الأولوية لتعزيز الشراكة الإقليمية والدولية في مجالات التربية وتوجيهها للنهوض بالقطاعات ذات العلاقة بالتنمية ومحاربة الفقر وبطالة الشباب والهدر المدرسي ، كقطاع التعليم التقني والمهني ، وإصلاح منظومة التسيير الإداري والمالي لاعتماد الحكامة الجيدة ، وإنشاء مراكز التميز الإقليمية للتكوين والبحث التربوي والعلمي ، وتشبيك التجارب التربوية الناجحة لتعميم الاستفادة وترشيد الإنفاق وتفادي التكرار والازدواجية .
ودعوا إلى توسيع دائرة المشاورات عند إعداد السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية في مجال التربية ، لتشمل جميع الفاعلين ذوي الصلة ، كهيئات المجتمع المدني ، والسلطات المحلية ، والمنتخبين ، وأولياء التلاميذ ، والهيئات النقابية ، وقطاعات الإنتاج والتشغيل ، والتنسيق مع هؤلاء الفاعلين في تنفيذ تلك السياسات والاستراتيجيات والخطط وفي متابعتها وتقييمها .
كما أكدوا على أهمية تعزيز وتنويع الاستفادة من فرص الدعم المالي التي تتيحها المؤسسات التمويلية الإقليمية والدولية ، والقطاع الخاص ، والمؤسسات الأهلية الخيرية العربية والإسلامية ، من أجل إنجاز المشاريع التربوية على الصعيدين الوطني والإقليمي .
وأوصوا بتضمين السياسات التربوية التوجهات المعززة لتفعيل دور التربية في ترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية المشتركة ، والعمل على تطبيقها في المناهج الدراسية ، والكتب المدرسية الموجهة للناشئة من الأطفال والشباب في مؤسسات التعليم النظامي والتعليم غير النظامي ، من خلال تخصيص البرامج والأنشطة الهادفة إلى ترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال والمواطنة والعيش المشترك ، ونبذ الغلو والتطرف ، واحترام حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والديني ، وحماية البيئة .
وأشاد الخبراء المشاركون في الاجتماع بجهود الإيسيسكو من أجل تعزيز العمل التربوي الإسلامي والدولي المشترك وتفعيله لتطوير المنظومات التربوية للدول الأعضاء ، ورحبوا بعقد مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية ، وأكدوا على أهميته كفضاء مؤسسي للحوار وتبادل التجارب والخبرات بين كبار المسؤولين التربويين في العالم الإسلامي ، ومرجعية ضرورية لتوحيد الرؤى ، واعتماد الاستراتيجيات والقرارات الكفيلة بتحقيق التنمية التربوية المنشودة .
يذكر أن الإيسيسكو عقدت هذا الاجتماع باستضافة من وزارة التربية في جمهورية أذربيجان في مدينة باكو ، يومي 4 و5 ديسمبر 2014، وذلك في إطار التحضير لعقد مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية خلال سنة 2015 .
وشارك في الاجتماع كبار المسؤولين التربويين في وزارات التربية في كل من: تونس، ومصر ، وماليزيا ، وبنغلادش ، وباكستان ، والسنغال ، والنيجر ، وأذربيجان ، وممثلو مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICID) ، ومكتب التربية العربي لدول الخليج .