تمكنت شركة سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس إكس) من إطلاق صاروخها التجاري غير المأهول "فالكون9" بنجاح وذلك بعد أيام من التأجيل بسبب مشاكل فنية، ليشكل إطلاقه بداية لمنافسة قوية في سوق الأقمار الصناعية التجارية التي تقترب قيمتها من 190 مليار دولار، وانطلق الصاروخ الذي يبلغ ارتفاعه 68.4م مساء الثلاثاء من مركز القوات الجوية في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا في الساعة 17:41 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (22:41 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد مرتين من إلغاء عملية الإطلاق التي كانت مقررة قبل ثمانية أيام بسبب مشاكل فنية، بما في ذلك إلغاء في اللحظات الأخيرة يوم الخميس الماضي، ويحمل الصاروخ "فالكون9" قمر الاتصالات "أس.إي.أس8" الذي يزن 3175 كلغ والتابع لشركة "أس.إي.أس.أس.أي" التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها، وتشغل أسطولا من 54 قمرا صناعيا، وتعد ثاني أكبر شركة للأقمار الصناعية في العالم، وسيضع الصاروخ القمر الذي تبلغ قيمته أكثر من مائة مليون دولار في المدار العلوي للأرض على ارتفاع نحو ثمانين ألف كيلومتر، ومن هناك سيطلق القمر صاروخ التوجيه الخاص به ليعدل مساره ويهبط إلى ارتفاع 38.6 ألف كيلومتر تقريبا، ليقدم خدمات التلفزيون والاتصالات لعملاء في الهند والصين وفيتنام وأماكن أخرى في آسيا، وسيغير نجاح سبيس إكس في توفير خدمات إطلاق تجارية بتكلفة أقل بكثير مما يعرضه منافسوها، قواعد اللعبة في صناعة الأقمار الصناعية العالمية التي بلغت إيراداتها العام الماضي نحو 190 مليار دولار، بما في ذلك 90 مليارا في الخدمات التلفزيونية وحدها، حسب تقرير لاتحاد صناعة الأقمار الصناعية صدر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبهذا الصدد قال الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في "أس.إي.أس" مارتن هاليويل قبيل الإطلاق، إن هذا القمر الصناعي في غاية الأهمية للشركة، مضيفا أن المضي في هذه السوق التي تنمو بشكل كبير يتطلب وسيلة اقتصادية وفعالة للوصول إلى المدار، "وذلك هو بالفعل ما حققته لنا سبيس إكس"، يشار إلى أن 75% من عمليات الإطلاق المستقبلية لشركة سبيس إكس والتي تبلغ تقريبا خمسين مهمة تقدر قيمتها بنحو أربعة مليارات دولار، هي لعملاء تجاريين. وتشكل مهمات وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) إلى محطة الفضاء الدولية معظم النسبة المتبقية من عمليات الإطلاق.