بالنظر إلى أن الإنترنت اخترع في الولايات المتحدة فإنه يبدو غريبا بعض الشيء ألا تأتي الدولة على رأس قائمة تصنيف أسرع اتصالات إنترنت، وأغرب من هذا أن تصنيفها جاء في المرتبة 31 في اختبارات سرعة التحميل من الإنترنت العالمية، فوفقا لشركة "أوكلا" التي تدير موقع اختبار سرعة الإنترنت المعروف "سبيد تست.نت" فقد جاءت الولايات المتحدة خلف عشرات الدول من بينها لاتيفيا ومولدوفا وأندورا وإستونيا وأورغواي. وظهر في الاختبارات أن الدول الآسيوية والأوروبية تتصدر القائمة حيث جاءت هونغ كونغ وسنغافورة ورومانيا وكوريا الجنوبية والسويد في أول خمس مراتب، وبنت الشركة نتائج اختبارات التحميل على ملايين اختبارات سرعات التحميل التي نفذها مستخدمون من كافة أرجاء العالم عبر موقعها. وحسبت معدل نقل البيانات بسرعة ميغابت في الثانية على مدى فترة ثلاثين يوما، وأظهرت النتائج أن هونغ كونغ تتصدر حاليا القائمة بمعدل سرعة عالية بلغ 71.22 ميغابتا في الثانية في حين أن معدل سرعة تحميل البيانات في الولايات المتحدة بلغ فقط 20.74 ميغابتا في الثانية، ويرى موقع سي نت المعني بأخبار التقنية أن أحد أسباب تراجع الولايات المتحدة في هذا التصنيف خلف العديد من الدول المتأخرة عنها تقنيا هو بسبب مساحتها الواسعة وافتقارها لبنية الإنترنت التحتية حيث لا تزال توجد أجزاء من الولايات المتحدة تعاني من شبكة إنترنت بطيئة أو متقطعة أو متاحة فقط عبر الاتصالات الهاتفية "دايال أب"، وتحاول العديد من الشركات الاستفادة من هذا الشيء ببناء شبكات إنترنت ذات نطاق السرعة العريض، وعلى رأسها شركة غوغل الأميركية التي تعمل على مد شبكات "غوغل فايبر" ذات السرعات العالية جدا، فأوصت شبكتها إلى مدينة كانساس سيتي في ولاية كانساس العام الماضي، وهي تعمل على جلب الخدمة إلى مدن أوستن بولاية تكساس، وبروفو في ولاية أوتاه، كما أن شركات "أي تي آند تي" وأمازون، وغيغابت سكويرد صعدت كذلك إلى حلبة المنافسة لتقديم خدمة الإنترنت السريع، الأمر الذي قد يعيد تشكيل هذه القائمة في غضون السنوات المقبلة.