نشبت خلافات بين المشرعين الأمريكيين بشأن سوريا وأفغانستان وعمليات التجسس الحكومي مع بدء مجلس النواب مناقشة مشروع قانون نفقات الدفاع التي تبلغ 598 مليار دولار لعام 2014 والمقسمة الى ميزانية أساسية لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تبلغ 512 مليار دولار و86 مليار دولار للحرب الافغانية.
بدأت الخلافات حتى قبل طرح مشروع القانون على أعضاء مجلس النواب يوم الثلاثاء بعد ان تحرك زعماء جمهوريون لتقييد عدد التعديلات المسموح بها الى 100 مع عدم تخصيص أكثر من 20 دقيقة لمناقشة قضايا خلافية مثل السياسة ازاء سوريا وأعمال التجسس من جانب وكالة الامن القومي الامريكية.
وربما يجري التصويت النهائي على مشروع القانون الذي يشمل نحو ثلاثة مليارات دولار أكثر مما طلبه الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاربعاء.
ومن المتوقع ان تبدأ يوم الاربعاء مناقشة أكثر التعديلات صعوبة ومن بينها سوريا وتمويل المساعدات لمصر وأعمال التجسس التي تقوم بها وكالة الامن القومي.
وفي الوقت نفسه اقترحت اللجنة المسؤولة عن المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء استمرار المعونة لمصر عند مستوياتها الحالية مع تقسيم المساعدات العسكرية إلى أربعة أقساط مقيدة بشروط منها إجراء انتخابات ديمقراطية.
ووافقت اللجنة الفرعية لوزارة الخارجية والعمليات الخارجية بمجلس الشيوخ على مبالغ المعونة التي طلبها أوباما لمصر للسنة المالية 2014 التي تبدأ في أول أكتوبر وهي 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية و250 مليون دولار مساعدات اقتصادية وهي نفس مستويات المعونة هذا العام.
وفيما يتعلق بمشروع قانون مجلس النواب هدد البيت الابيض بأن يستخدم الرئيس النقض (الفيتو) ضد المشروع برمته اذا لم يكن جزءا من ميزانية أشمل تدعم جهود انعاش الاقتصاد الامريكي قائلا ان مقترحات مجلس النواب خفضت كثيرا الاموال المخصصة للتعليم والبنية الاساسية والابتكار.
وانضم البيت الابيض الى جمهوريين بارزين في مجلس النواب حثوا المشرعين على رفض التعديل الذي قدمه العضو الجمهوري جوستين اماش وهو من المفضلين لدى حركة الشاي المحافظة والذي سيمنع وكالة الامن القومي من جمع سجلات مكالمات هاتفية وبيانات أخرى عن المواطنين في الولايات المتحدة دون ان يكونوا رهن تحقيق.
ويأتي التعديل المقترح بعد ان سرب المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي ادوارد سنودون تفاصيل عن برنامج تجسس للوكالة يشمل جمع وتخزين سجلات المكالمات الهاتفية والبريد الالكتروني.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان أوباما رحب باجراء مناقشات حول حماية الخصوصية لكنه اعترض على التعديل الذي طرحه اماش قائلا انه "سيفكك بسرعة واحدة من أدوات أجهزة مكافحة الارهاب."
واتهم النائب الديمقراطي جيم مكجفرن الزعماء الجمهوريين بتجاهل "الانقسام الحقيقي" في الكونجرس بشأن الحرب الاهلية السورية ومنع "أي مناقشات حقيقية" بشأن هل يجب ان تتدخل الولايات المتحدة في الصراع السوري الذي أدى بالفعل الى مقتل 100 الف شخص.