أقامت دار العرب للمعارض والمؤتمرات، بالتعاون  مع مجموعة بَيس غروب البريطانية ندوة في لندن للترويج والتعريف بالفرص الكبيرة المتاحة للاستثمار في ليبيا والتي ستعرض رسميا في مؤتمر "الاستثمار الأجنبي المباشر في ليبيا" الذي سيعقد في لندن في 17-18 سبتمبر المقبل.
وشارك في الندوة عدد من المسؤولين والمستثمرين من دول عديدة بينها بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا وعدد من الدول الأوروبية. كما شارك عدد من المستثمرين العرب خاصة من الامارات، وعدد من المستثمرين الليبيين المقيمين في انحاء العالم، والذين يتطلعون للاستثمار في ليبيا.
وقال اللورد مارلاند الممثل التجاري لرئيس الوزراء البريطاني إن ما يثير الاعجاب بالتجربة الليبية هو تركيز السلطات التشريعية والتنفيذية على الشفافية وسلطة القانون في إرساء الدعائم الاقتصادية قبل أي شيء آخر.
وأضاف أن الحكومة البريطانية تبذل كل ما بوسعها لمساعدة ليبيا على النهوض باقتصادها، وأنها أرسلت حتى الآن 36 وفدا تجاريا الى ليبيا وهي تشجع جميع الشركات على بحث فرص الاستثمار في ليبيا.
وشدد على أنه لا ينبغي رفع سقف التوقعات أكثر مما ينبغي وأن رحلة ليبيا نحو الازدهار الاقتصادي ستتطلب الكثير من الجهود.
وأيده محمد علي عبدالله النائب في المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي) قائلا إن الرحلة ستكون طويلة لأنها "رحلة استعادة وبناء وطن"، وأن الشركاء الذين سيدخلون معنا من البداية سيجنون أكبر العوائد.
وأقر عضو لجنة المالية والتخطيط في البرلمان بوجود مشاكل أمنية لكنه أكد وجود خطط حازمة لمعالجتها، مشددا على أن تحريك الاقتصاد والاستثمارات سيفرض ويعزز الأمن.
وكان البرلمان الليبي قد أقر موازنة السنة المالية الحالية بقيمة 54 مليار دولار والتي سيذهب جانب كبير منها للمشاريع الاستثمارية. كما تعكف الحكومة والبرلمان لإقرار موازنة تكميلية بقيمة 12 مليار دولار، سيذهب معظمها للمشاريع الاستثمارية.
ويقام المؤتمر والندوات التحضيرية بتنظيم دار العرب ومجموعة بَيس غروب ورعاية المصرف التجاري الوطني الليبي. ويحظى بدعم كبير من الحكومتين البريطانية والأميركية ومجلس الأعمال الليبي البريطاني والجمعية الأميركية الليبية للأعمال إضافة الى العديد من الشركات والمؤسسات العالمية.
وأشار نائب وزير النفط الليبي عمر شكماك الى وجود مشاريع نفطية كثيرة ستضمن تمويل ورشة إعمار البلاد. وأكد أن إنتاج النفط بدأ بالارتفاع بعد الاحتجاجات التي عرقلت عمليات الانتاج والتصدير. وقال إن الانتاج سيعود قريبا الى مستويات 1.6 مليون برميل يوميا.
وتوقع إجراء عدد من التعديلات الوزارية التي تهدف تحديدا لمعالجة التلكؤ في اتخاذ القرارات، أي أنها مصممة لتسريع الاجراءات الحكومية لتسهيل النشاط الاقتصادي والاستثماري.
وأشار رئيس مجموعة بَيس غروب مايكل توماس الذي أدار الندوة الى أن جهود عقد المؤتمر، تمكنت من استقطاب اهتمام الكثير من المستثمرين العالميين.
وقال صلاح الهوني المدير التنفيذي في دار العرب إن برنامج المؤتمر الذي سيعقد على مدى يومين في سبتمبر المقبل، تم وضعه استنادا الى ملاحظات عدد كبير من المسؤولين والمستثمرين والشركات العالمية.
وذكر طارق محمد الذي يدير مشروع المؤتمر في بَيس غروب إن المؤتمر حظي بدعم كبير من الحكومة الليبية والحكومتين الأميركية والبريطانية وأن جميع الشروط أصبحت متوافرة لعقد ونجاح المؤتمر.
وذكر النائب محمد علي عبدالله أن تحدي تنظيم كاس الأمم الأفريقية لكرة القدم عام 2017 سيتطلب الكثير من الاستثمارات التي لن تقف عند إنشاء الملاعب بل تتطلب الكثير من مشاريع البنية التحتية.
وسادت المؤتمر روح نقدية وامتد النقاش الى العقبات التي تقف بوجه الاستثمارات ومنها عدم وجود قوانين واضحة للاستثمار والتجارة.
وكشف عبدالله أن البرلمان يعكف على دراسة ومناقشة عدد من مشاريع قوانين الاعمال والاستثمار والتجارة. وعبر عن تفاؤله بأن تتبلور تلك القوانين قبل موعد انعقاد مؤتمر الاستثمار الخارجي في ليبيا في سبتمبر المقبل.
وسيجمع مؤتمر الاستثمار الأجنبي المباشر في ليبيا على مدى يومين في سبتمبر المقبل عددا من أبرز المسؤولين الليبيين الى جانب نخبة من المستثمرين الكبار والشركات العالمية لمناقشة فرص الاستثمار المتاحة في ليبيا والحوافر التي تقدمها الحكومة لجلب الاستثمارات الاجنبية.
ويتيح المؤتمر لأول مرة منصة للحكومة الليبية لتعرض خططها وسياساتها الاقتصادية الجديدة والفرص الاستثمارية أمام أبرز المستثمرين العالميين في نقاش مفتوح لاستكشاف المزايا التي تتيحها والعوائد المتوقعة لآفاق التعاون المشترك.
ويقول محللون إن ليبيا تدخل اليوم مرحلة جديدة، تسعى خلالها لخلق فرص عمل جديدة وتشجيع المبادرات الفردية لتطوير الاقتصاد وزيادة الاستقرار.
وذكر توماس أن مؤتمر لندن سيأتي في وقت حققت الحكومة خطوات كبيرة لتطوير سياساتها الاقتصادية، وأن عقد المؤتمر في أكبر مركز مالي عالمي يعد أفضل فرصة لتعزيز جهودها في كسب ثقة المستثمرين الأجانب من خلال مشاريع مشتركة.
وعرضت بريتاني كايسر مسؤولة العلاقات العامة في بَيس غروب أن جدول أعمال المؤتمر سيقدم عددا كبيرا من المتحدثين والندوات على مدى يومين كاملين وسيستقطب مئات المسؤولين والمستثمرين والشركات العالمية. وأضافت أن جدول الأعمال وضع بعد استشارات عالمية واسعة وسيعرض تشكيلة واسعة من فرص الاستثمار الكبيرة في ليبيا.
وأظهر آخر تقرير لصندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الليبي بأكثر من 100 بالمئة خلال عام 2012 في وقت تراجع فيه معدل التضخم الى نحو 6%. وتوقع الصندوق أن يواصل التضخم تراجعه في العام الحالي وأن ينمو الاقتصاد بنسبة 16.7 بالمئة.
وقال فيليب ديلاي الرئيس التنفيذي لشركة أروب البريطانية للتصاميم الهندسية المعمارية إن مشاريع التنمية في ليبيا ستتفرع وتتناسل، مشيرا أن إنشاء مستشفى، على سبيل المثال، يفتح نافذة لشركات المعدات الطبية وشركات الخدمات الطبية وعقود البنية التحتية المرتبطة بالمشروع.