تمكنت بعثة من الغواصين تابعة لحملة "محيط 1″ (1 Ocean) التي تشرف عليها منظمة اليونسكو من اكتشاف وتصوير شعاب مرجانية عملاقة، أخذت شكل ورود، في أعماق مياه جزيرة تاهيتي جنوب المحيط الهادي.
وأثارت هذه الشعاب دهشة الغواصين لأنهم وجدوها لا تزال محافظة على كامل خصائصها خلافا لباقي الشعاب المرجانية في العالم التي تأثرت بفعل التغيرات المناخية وتحول لون الكثير منها للأبيض.
وحملة "محيط 1″ هي من البرامج العلمية التي تم إطلاقها عام 2021 وتمتد إلى غاية 2030، أسسها ويشرف عليها الغواص والمصور المحترف الفرنسي أليكسي روزنفيلد، وهو تابع لـ"لجنة ما بين الحكومات لعلوم المحيطات" (The Intergovernmental Oceanographic Commission) التابعة لليونسكو والتي تأسست عام 1960.
ويهدف هذا البرنامج إلى استكشاف المزيد من أعماق المحيطات وتصويرها وتوثيقها ثم دراستها بهدف حماية الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي فيها.
وفق ما جاء بتقرير لموقع "لايف ساينس" (Live Science) في 26 يناير/كانون الثاني الجاري، يبلغ طول هذه الشعاب حوالي 3 كيلومترات وعرضها يصل إلى 65 مترا، وهي تقع على عمق يصل إلى 55 مترا، وهو عمق غير مألوف للشعاب المرجانية، حيث تعيش أغلبها في أعماق لا تتجاوز الـ25 مترا، وهو ما أثار دهشة الغواصين.
ولأنها تقع في أعماق بعيدة فإن هذه الشعاب لا يصلها الكثير من الضوء مقارنة بباقي الشعاب المرجانية، ولتعويض ذلك فهي تتخذ شكلا مسطحا حتى تتمكن من استقطاب أكبر قدر من الضوء.
وقال "أليكسي روزنفيلد" في البيان الصحفي الذي أصدرته منظمة اليونيسكو في 20 يناير/كانون الثاني الجاري "كان الاكتشاف ساحرا، أن ترى شعابا مرجانية عملاقة تمتد على مد البصر؛ ذلك مدهش ويدعو للتأمل والتفكير، كنت أرى ذلك بمثابة تحفة فنية بل هو كنز طبيعي".
وأضاف أليكسي روزنفيلد في تصريح للجزيرة نت عبر الهاتف "لقد سطرنا في إطار هذا البرنامج -الذي أُشرف عليه- عدة رحلات استكشافية في العديد من مناطق العالم ومنها منطقة المتوسط التي تزخر بالأنظمة البيولوجية والتنوع البيولوجي التي تحتاج إلى حماية من المهددات".
وفق البيان الصحفي فإن اكتشاف هذه الشعاب المرجانية -وهي محافظة على كامل خصائصها- يشكل أملا جديدا لخبراء التنوع البيولوجي من أجل حمايتها من الانقراض.
وتواجه الشعاب المرجانية في مختلف بحار ومحيطات العالم خطر الانقراض بسبب عدة عوامل كالتلوث البلاستيكي والكيميائي، والصيد المفرط لها، وصيد الأسماك باستعمال المفجرات وأيضا بسبب السياحة الإيكولوجية والتغيرات المناخية التي تعتبر أخطر مهدد لها؛ حيث تسبب في بياضها وموتها.
ووفق ما جاء في البيان فإن حوالي 75% من الشعاب المرجانية ابيضت بين 2014 و2017 بسبب التغيرات المناخية.
وقالت لايتيتا إيدوين خبيرة الشعاب المرجانية بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في البيان الصحفي "نعتقد أن الشعاب المرجانية التي تعيش في حدود من أعماق المياه مثل الشعاب المكتشفة ستتمكن من النجاة وحماية نفسها من التغيرات المناخية، وبالتالي الحفاظ عليها، ومن دون شك ستلهم الخبراء للعمل من أجل الحفاظ على الشعاب المهددة".