أعلنت مصلحة الآثار الليبية رسميا استلامها للرأس الرخامي للإمبراطورة فاوستينا الصغرى ابنة الامبراطور انطونيوس بيوس ووصوله إلى أرض ليبيا ليتم استرجاعه بعد تهربيه لأكثر من سبعين عام .
وأفادت مصادر بمصلحة الآثار الليبية لوكالة الانباء الليبية أن رئيس المصلحة تسلم هذا الرأس من سفارتنا بالنمسا وعاد به الى ارض الوطن بتاريخ 20/3/2021 م ، و سيتم ارجاع هذه القطعة الي مراقبة اثار شحات و مكتب اثار سوسة المكان الاصلي للرأس.
وقال مدير مكتب التعاون الدولي والاعلام " بشير اوحيدة " إننا كمصلحة للآثار وهي الجهة المسئولة عن ادارة وحفظ هذا الموروث و بعد ان وفقنا الله في إحضار هذه القطعة رغم الظروف الصعبة نثمن عالياً تجاوب ادارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية ولسلك الدبلوماسي بسفارتنا بجمهورية النمسا الاتحادية و نشكرهم على مساعيهم و تجاوبهم التام في عمليات تسليم و استلام راس التمثال و في تسهيل عملية تأمين وصوله إلى ارض الوطن ، و لا يفوتنا ان نشكر القنصلية العامة بإسطنبول و المندوبية الليبية لدي اليونسكو علي الجهود التي بذلت في مساندة مصلحة الاثار لاسترجاع هذه القطعة الاثرية المهمة لبيئتها التاريخية.
وأوضح " اوحيدة " لوكالة الانباء الليبية أنه في إطار الجهود التي تبذلها مصلحة الآثار الليبية والبعثات الدبلوماسية الليبية بالخارج عن طريق ادارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية وكافة الجهات ذات العلاقة في استعادة الآثار الليبية المهربة خارج ليبيا, تمكنا بحمد الله وتوفيقه بتاريخ 21/ مارس الجاري من استعادة رأس رخامي للإمبراطورة فاوستينا الصغرى ابنة الامبراطور انطونيوس بيوس وهي زوجة الإمبراطور ماركوس اوريليوس في القرن الثاني الميلادي ، والذي تم تسليمه في حفل أقيم بتاريخ 5 مارس في مقر السفارة الليبية في فيننا عاصمة النمسا حضره من الجانب الليبى السفير الليبى لدى النمسا " جلال العاشي " ومن الجانب النمساوى وزير الثقافة بولاية ستيريا والسفير النمساوى المعتمد لدى ليبيا ومدير المتحف العالمى فى غراتس.
وبين مدير مكتب التعاون الدولي والاعلام أن الرأس المذكور قد تم تهريبه في ظروف غامضة ابان الحرب العالمية الثانية على يد أحد الجنود النازيين عام 1942 من سوسة و ظل منذ حينها طي المجهول إلى عام 1967 عندما اكتشف صدفة في انقاض معتقل كايزرفالد وهو أحد معسكرات الاعتقال النازية شُيّد عام 1943 في جمهورية لاتفيا على بحر البلطيق ليجد فيما بعد طريقه إلى مقاطعة ستيريا جنوب النمسا ليعرض في متحف غراز عاصمة المقاطعة المذكورة .
وأشار إلى ن اللجنة الألمانية المتخصصة في دراسة الممتلكات الثقافية خلال الفترة النازية كانت قد أوصت بإرجاع الراس إلى بيئته الاصلية سوسة ليبيا و هذا ما تم التعهد به اثناء الاحتفال بمراسم تسليم الرأس .
و أكد مدير مكتب التعاون الدولي والاعلام " بشير اوحيدة " في ختام تصريحه لـ ( وال ) أن هذه البادرة الغير مسبوقة من المبادرات الموفقة في استرجاع الكثير من الممتلكات الثقافية الموجود ة في العديد من الدول والتي نأمل من الدول التي تحتفظ بآثار ليبية ان تحذو حذوها لاستعادة ما لديها من تلك ممتلكات ثقافية ليبية و ارجاعها إلى موطنها الأصلي التزاما بمعاهدة اليونسكو 1972 المعنية بحظر ومنع الاتجار غير المشروع واستيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية والموقع عليها من جانب هذه البلدان.