يُنظّم المجلس الأعلى للُّغة العربية بالجزائر، بتاريخ 16 يونيو المقبل، الملتقى الوطني الأول حول التنوُّع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وذلك إحياءً لليوم العالمي للتنوُّع الثقافي الذي تحتفل به منظمة الـ " يونسكو "، في 21 مايو من كلّ عام. ويأتي تنظيم هذا الملتقى، بحسب المشرفين عليه، كردّ على أفكار الانغلاق والانكفاء على الذات باستبعاد الآخر، واستنكار حقوق الإنسان، وذلك بجعل الثقافة مقوّمًا أساسيًّا للإنسان يُجسّد من خلالها موقعًا فكريًّا وإيديولوجيًّا ووطنيًّا وقوميًّا، يكون فيه قادرا على التواصل مع المجتمع والطبيعة والوجود، ومدركا لحقوقه وواجباته في بناء المستقبل، وتحقيق التنمية المستدامة. ويُناقش المشاركون إشكالية هذا الملتقى، عبر خمسة محاور، وهي " ثقافة التميُّز"؛ ويتناول مفهوم التنوُّع الثقافي في البلد الواحد، والحدود التي يُمكن معها القول إنّ إصلاح الثقافة مقومٌّ أساسيّ في إنتاج مجتمع قادر على التواصل، ومدرك لحقوقه وواجباته. ويطرح المحور الثاني، وعنوانه " الثقافة بين الأصالة والمعاصرة "، عددًا من الأسئلة أهمُّها هل من الممكن أن يكون هناك طريق للاستقرار والإنسانية والانفتاح على الآخر، وعلى العالمية دون ثقافة حقيقية وواعية، فضلا عن إشكالية تتعلق بالنتائج التي يُمكن أن نحقّقها عندما نتماثل، والإضافات التي من المتوقّع أن تنتج عن التشابه، وأهمية تحصين ثوابت المجتمع، وشروط الانفتاح للتعاون والتثاقف والتلاقي في ظل المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، كما يبحث أيضا في الأهمية التي تُمثّلها فكرة الحفاظ على ثقافة الانتماء دون الانجرار وراء نمط ثقافي وحضاري مهيمن يُمكّن أفراد المجتمع من إدراك مفهوم التعامل مع الآخر، ويُبيّن له حدود الانفتاح والاستفادة. ويُركز الباب الثالث ، الذي يتمحور حول " أهميّة اللُّغات في التنوُّع الثقافي"، على فكرتين أساسيتين هما، تنوُّع اللُّغات كدليل على التنوُّع الثقافي، والاعتراف بالتراث المشترك للإنسانية، والتأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر والمستقبل. أمّا المحور الرابع، فيأتي على مناقشة ثقافة التسامح والتطوُّع وخدمة الآخر، وذلك من خلال إبراز نموذج التطوُّع باعتباره ثقافة راسخة في ضمير أبناء الوطن، وأيضا التطوُّع والتسامح والسلام ، كأسس لتعزيز مشاعر الانتماء ، وخدمة الشأن العام . ويختتم هذا الملتقى بمناقشة محور آخر، لا يقلُّ أهمية عن سابقيه، ويتعلق بالعلاقات بين الثقافات، وذلك عبر التعريف بنموذج الثقافات الجزائرية الجهوية، وعلاقة الثقافة الأمنية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، وغيرها في تحقيق السلام والتنمية المستدامة .