تمكن المسبار الأميركي كاسيني، في أجواء زحل وأقماره منذ العام 2004، من رصد وجود مادة الهيدروجين في سحابة بخار منبعثة من تشققات في طبقة الجليد التي تغطي «أنسيلادوس»، وهو ما قد يفسر بتفاعلات حرارية مواتية لوجود الحياة هناك. و«أنسيلادوس» هو أحد أقمار كوكب زحل.
وقال العلماء المسؤولون عن هذه المهمة إن «تفاعلات حرارية بين الصخور الحارة والمحيط المائي تحت السطح المتجمد لهذا القمر هي المصدر الوحيد المحتمل للهيدروجين»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة.
وأوضح هانتر وايت الباحث في معهد «ساوث ويست إنستيتيوت» في تكساس، «صحيح أننا لم نعثر على حياة، لكننا وجدنا مصدرا يغذي الحياة... إنها بيئة مناسبة جدا للجراثيم».
على كوكب الأرض، تولد هذه التفاعلات الطاقة اللازمة للأنظمة البيئية التي تنمو قرب ينابيع المياه الحرارية في قاع المحيطات، حيث يوجد نشاط بركاني.
وكان المسبار الأميركي رصد وجود الهيدروجين في العام 2015، حين اقترب إلى أدنى مسافة من سطح القمر، إذ حلق على ارتفاع خمسين كيلومترا، للدخول في سحابة بخار في منطقة القطب الجنوبي. وتبين للعلماء أن البخار والجزيئات في تلك السحابة المنبعثة من التشققات تحتوي على 1,4 % من الهيدروجين و0,8 % من ثاني أكسيد الكربون.
وهاتان المادتان ضروريتان للتفاعل الكيميائي اللازم لحياة الجراثيم في أعماق المحطيات الأرضية، حيث لا تصل أشعة الشمس.
وقال جيفري سيولاند الباحث في معهد «وود هول أوشنغرافيك»، في مقال علق فيه على الدراسة المنشورة في مجلة «ساينس» الأميركية: «هذا الاكتشاف يشكل تقدما مهما في دراسة قابلية القمر انسيلادوس للحياة».
وجمع المسبار كاسيني في وقت سابق معطيات تشير إلى وجود محيط مائي ضخم تحت الطبقة الجليدية للسطح وفي قعره صخور.